دفعت العزلة الدولية الكبيرة التي باتت تعيشها الجزائر وصنيعتها البوليساريو، الأخيرة، إلى محاولة تصعيد حرب “الأقصاف الوهمية”، التي تخوضها منذ أزيد من سنة ونصف، إلى جانب تكثيف “البرورباغندا”، وتوجيه مجموعة من الاتهامات إلى المغرب، بغية لفت أنظار المجتمع الدولي.
وأعلنت الجبهة الانفصالية، في بيان لها، تناقلته وسائل إعلام تابعة لها، أن الطيران المغربي، نفذ في ساعات الصباح الباكر، من اليوم الأحد، غارتين جويتين، استهدف من خلالهما منطقة بلدة عين بنتلي، الواقعة من على بعد كيلومتر واحد، من الحدود الموريتانية، الأمر الذي أدى، حسب زعم البوليساريو إلى “خسائر مادية وبشرية كبيرة”.
وحاولت الجبهة، من خلال ادعاءاتها الجديدة، لفت انتباه المجتمع الدولي، بعد تغير مواقف العديد من البلدان بشأن النزاع، آخرها إسبانيا، حيث قالت إن الهجوم المغربي، الذي نفذت أولى غاراته في الساعة الخامسة فجرا، قبل أن تليها الثانية بعدها بحوالي ساعة، استهدف “تجمعات الناس وخزانات المياه والقوافل التجارية، والمحلات واشلاحنات والسيارات”.
وزعم الانفصاليون، أن الهجوم تسبب في مقتل صحراويان، ادعت أنهما مدنيان، كانا داخل إحدى المركبات، فضلاً عن إصابات أخرى متفاوتة الخطورة، فيما تضررت من الغارتين اللتين استهدفتا منطقة قريبة من موريتانيا، وفق البوليساريو، بعض المخازن والآبار والمياه، وعدد من السيارات الخاصة، وشاحنتين، إحداهما تعود لتاجر جزائري.
وذكرت الجبهة، أنه من المرجح أن يكون الهجوم المغربي، قد جاء ردا على ما أسمته بـ”الهجمات الصحراوية العنيفة التي نفذت أمس في عدة مناطق، وألحقت الضرر بالبنية التحتية للجدار العسكري المغربي الذي يقسم الصحراء”، متابعةً أنها المرة الثانية التي يستهدف فيه المغرب، مواطنين جزائريين، بعد الأولى التي كانت في نوفمبر الماضي، وفق ادعاءاتها.
وسبق للجزائر، أن اتهمت في شهر نوفمبر من 2020، المغرب باستهداف قافلة تجارية كانت متجهة، عبر الصحراء المغربية، صوب موريتانيا، ما أدى إلى مقتل اثنين من السائقين، متوعدةً بالردّ، وهو الأمر الذي نفته الرباط، حيث أكد مصدر في تصريح لوسائل الإعلام، أن “القوات العسكرية لبلاده لم تشن غارة على أهداف مدنية أو عسكرية في الأراضي الموريتانية أو الجزائرية”.
وأرجع متابعون، الأسباب الرئيسية لتكثيف البوليساريو، في اليومين الماضيين، لما تسميه بـ”الأقصاف”، إلى تغير موقف إسبانيا، التي كانت أكثر البلدان الأوروبية الداعمة، بشكل غير رسمي، للجبهة، من خلال احتضان ممثليها ومنح الجنسية لأتباعها، بعدما قررت مؤخرا، دعم مقترح الحكم الذاتي لنزاع الصحراء، لتنضم إلى ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية.
تعليقات الزوار ( 0 )