أصدرت المحكمة الابتدائية بالرباط يوم الاثنين الماضي، بتاريخ 25 من شهر أبريل الجاري، حكما قضائيا في حق الكاتب خالد السباعي البداوي، والذي نشر كتابا بعنوان البحر المتلاطم الأمواج لعبد الحي الكتاني دفين فرنسا، وصدّره بمقدمة تطرق فيها لأحمد بن الصديق الغماري دفين القاهرة. واتهمه فيها بالسرقة العلمية والاختلاس من كتاب الكتاني دون عزو.

ووصف بعض تخاريجه الحديثية بـ”المسلوبة والمنهوبة والمنقولة”، وأنه “جبل على سرقة النصوص”، إضافة إلى اتهامه بالكذب.
وبناء على هذه الاتهامات، تقدم أحد ذوي الحقوق برفع دعوى قضائية ضد كاتب هذه الاتهامات.
وبعد مناقشات مستفيضة، صدر حكم بإدانة المشتكى به من أجل جنحة القذف والحكم عليه بغرامة نافذة قدرها 15000 درهم، ونشر الحكم في جريدة المساء على نفقة المشتكى به، وفي الدعوى المدنية، بالحكم على المشتكى به بأدائه لفائدة المطالب بالحق المدني تعويضا مدنيا قدره 100000 درهم بالتضامن.
وبعد صدور هذا الحكم. نشر الشيخ السلفي حسن الكتاني تدوينة على حائطه الفايسبوكي اعتبر من خلالها أن الحكم على خالد السباعي البداوي (مقرب منه) كان بسبب “انتقاده للشيخ أحمد بن الصديق الغماري”.

واعتبر الكتاني أن هذا الحكم “سابقة خطيرة في الحياة العلمية بالمغرب” لأنه “يحول النقاشات الفكرية من فضاء الكتب والنقاشات العلمية المفيدة إلى الاستقواء بالقضاء”.
واعتبر حسن الكتاني أن اللجوء إلى القضاء “اضطهادا لطرف آخر بوسائل غير علمية”.
وأعرب الباحث المغربي عبد الله الجباري، في اتصال مع جريدة بناصا، عن استغرابه من العبارة الأخيرة للشيخ الكتاني، لأن اللجوء إلى القضاء يعد سلوكا حضاريا، وليس اضطهادا، كما اعتبر تصريح الكتاني تحريفا للنقاش. لأن الدعوى القضائية لم ترفع ضد المشتكى به لانتقاده للشيخ ابن الصديق كما زعم الشيخ السلفي، بل بسبب جنحة القذف.

وذهب الجباري إلى أن القذف يواجه في المحاكم وليس في الكتب. ولو استطاع خالد السباعي – يضيف الجباري – إثبات دعاواه. والتدليل على السرقة بأدلة مادية، لما ترجح لدى المحكمة حكم الإدانة. أما مجرد انتقاد ابن الصديق ومناقشته فلم يسبق لعائلته أن رفعوا بسببه دعاوى قضائية في المحاكم. لأنه ينحصر في المناقشات العلمية، حسب تعبير الجباري.
تعليقات الزوار ( 0 )