رحب المغاربة بمواقف المملكة تجاه الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت الفلسطينيين بالقدس الشريف، والتي عبرت من خلال وزارة الخارجية عن إدانتها وشجبها لتلك الأفعال مباشرة إلى رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، كما شكل الأمر صفعة قوية لمن كان ينتظر صمت المغرب على إقدام قوات الاحتلال على اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين به.
وفي تصريح لـ “بناصا”، اعتبر عباس الوردي، أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس السويسي بالرباط، أنه بالنسبة لدلالات إدانة المغرب لما قامت به القوات الإسرائيلية من اعتداءات على الفلسطينيين والمس بالقدس الشريف في رمضان، هو دليل على وفاء المملكة بعهودها ووعودها، اعتبارا لما تضمنه الاتفاق الثلاثي بين المغرب وإسرائيل وأمريكا، والذي وضعت فيه الرباط ملف القضية الوطنية الأولى ألا وهي الصحراء المغربية، في نفس كفة القضية الفلسطينية.
وأضاف الوردي أن المغرب على أساس ذلك يؤكد للعالم مرة أخرى على أنها دولة عربية وإسلامية، وتدافع عن قضايا الأمة دون قيد أو شرط، ويبرز للمنتظم الدولي على أنها دولة تسعى لنزع ونبذ العنف والتفرقة وكل ما من شأنه أن يجهز على السلم والأمن الدوليين.
وأبرز أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية أن ما سبق استحضاره يأتي في إطار الدور الأساسي الذي تلعبه المملكة ولكون الملك محمد السادس رئيسا للجنة القدس، وهي إشارات تبرز كذلك أن للمغرب دور ريادي وفعال من خلال الإجراءات الآنية التي تتخذها دون انتظار ية، وترد بذلك على من شكك في أهلية ودور المملكة في حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأوضح الوردي أنه من خلال هذا التوجه تؤكد المملكة أنها ماضية قدما في الامتعاض مما جرى للاحتجاج عما وقع لأشقائنا الفلسطينيين، وشجب كل هذه التصرفات المرفوضة عبر الاحتجاج بأمر ملكي سامي على مكتب الاتصال الإسرائيلي، وهي تمثلات نستشف من خلالها أن المغرب دولة لها مصداقية في علاقاتها مع جميع دول االعالم، وأنها عربية وإسلامية لا تحشى في الجهر بالحق لومة لائم، وتتدخل بكل ما تمليه الظروف من واقعية وجاهزية في مثل هاته القضايا، وعلى رأسها الملف الفلسطيني.
جدير بالذكر أن المغرب كان قد أصدر بلاغا عبر وزارة خارجيته، اعتبر فيه أن هذا الاعتداء الصارخ والاستفزاز الممنهج خلال شهر رمضان المبارك على حرمة المسجد الأقصى ومكانته في وجدان الأمة الإسلامية، من شأنه أن يقوي مشاعر الحقد والكراهية والتطرف، وأن يقضي على فرص إحياء عملية السلام في المنطقة، داعيا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوضع حد لهذه الانتهاكات والاعتداءات على الشعب الفلسطيني الأعزل وعلى مقدساته.
تعليقات الزوار ( 0 )